مباشر

عاجل

راديو اينوما

الشرق‎ : عون والصباح : النازحون وقمة الرياض وتفعيل العمل العربي‎

24-01-2018

صحف

 اتفق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح خلال المحادثات ‏التي اجرياها ظهر امس في قصر بيان بعيد وصول الرئيس اللبناني الى الكويت، على ضرورة تعزيز التعاون بين ‏البلدين في المجالات كافة، لاسيما وان العلاقات الاخوية بين البلدين قديمة العهد ولم يعكّر صفوها اي حدث. وفيما ‏شكر عون امير الكويت على وقوف بلاده الى جانب لبنان في كل الظروف وفي كل المحافل، اكد الشيخ الصباح ان ‏الكويت لن تتردد في تقديم اي مساعدة للبنان سواء بشكل مباشر او من خلال المؤتمرات الدولية‎. 



وكانت وجهات النظر بين الرئيس عون وامير الكويت متطابقة حول ضرورة توحيد الموقف العربي في مواجهة ‏التطورات العربية والاقليمية الراهنة لان وحدة العرب اساسية في هذا المجال، وان تشكل القمة العربية المقبلة في ‏الرياض في شهر آذار المقبل، فرصة لاعادة احياء التضامن العربي‎.‎ 


المحادثات‎ 
وكان عون وامير الكويت انتقلا معاً في سيارة واحدة من المطار الاميري الى مبنى قاعة المؤتمرات في قصر ‏بيان، حيث بدأت محادثات موسعة حضرها عن الجانب اللبناني الوزراء: جبران باسيل، جمال الجراح، ايمن ‏شقير وعناية عز الدين، والقائم بالاعمال اللبناني ماهر الخير. وعن الجانب الكويتي نائب وزير الخارجية خالد ‏الجار الله، والمستشار محمد عبد الله ابو الحسن، والسفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي‎. 
وتلت المحادثات الموسعة خلوة بين الرئيس عون وامير الكويت‎. 


وقالت مصادر الوفد اللبناني ان امير الكويت رحّب في مستهل المحادثات بالرئيس عون، شاكراً له تلبيته الدعوة ‏مع الوفد المرافق ومعرباً عن سعادته الشخصية باستقبال رئيس الجمهورية الذي ربطته به علاقات متينة منذ ‏اعوام. ورد الرئيس عون شاكراً لامير الكويت عاطفته، مشدداً على علاقات الاخوّة التي جمعت بين البلدين والتي ‏ازدادت وثوقاً عبر السنوات، مستذكراً حضور الكويتيين دائماً الى لبنان وتفاعلهم مع العائلات اللبنانية‎. 


ثم تناول الرئيس عون وامير الكويت الاوضاع العامة في العالم العربي، ولفت الشيخ الصباح الى ان بلاده باتت ‏عضواً في مجلس الامن ويمكن ان تساعد في دعم القضايا العربية المعروضة على الامم المتحدة. كما تطرق البحث ‏الى الوضع في فلسطين المحتلة بعد القرار الاميركي باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل. والتقى الرئيس عون ‏والشيخ الصباح على رفض هذه الخطوة، محذرين من التداعيات التي يمكن ان تنتج عنها. وفي هذا السياق، عبّر ‏الرئيس عون عن اسفه لعدم قدرة الامم المتحدة على تطبيق قوانينها وشرعتها‎. 


وتطرق الحديث الى مسألة النازحين السوريين، فشدد الرئيس عون على ان لبنان يعاني من حمل كبير في هذه ‏المسألة حيث قارب عدد النازحين على اراضيه المليونين، فيما اللاجئون الفلسطينيون لا يزالون على الاراضي ‏اللبنانية، ولا قدرة للبنان على تحمّل النتائج المترتبة عن هذا العدد الهائل على اراضيه، والتي تنعكس على اوضاعه ‏السياسية والامنية والاقتصادية، وامل مساعدة الكويت والدول العربية في تأمين عودة النازحين الى بلادهم، ودعم ‏لبنان في هذا المجال من خلال المشاركة والمساهمة في المؤتمرات التي ستعقد قريباً وهي: مؤتمر روما ومؤتمر ‏‏"سيدر" الذي دعت اليه باريس، ومؤتمر دعم الدول المستضيفة للنازحين في بروكسل‎. 


وتحدث عون عن الوضع الاقتصادي في لبنان في ظل الخطة الاقتصادية الجديدة التي ستأخذ طريقها الى التنفيذ ‏قريباً، داعياً المستثمرين الكويتيين الى توظيف اموالهم في لبنان، والمساهمة في تحسين البنى التحتية الملحوظة ‏ضمن الخطة، خصوصاً وان لبنان ينعم باستقرار امني قلّ نظيره في العالم، بعد انتصار الجيش اللبناني على ‏الارهاب و"داعش"، ومطاردة الاجهزة الامنية اللبنانية للخلايا الارهابية بنجاح‎. 


من جهته، اكد امير الكويت دعم بلاده المطلق للبنان في المحافل الاقليمية والدولية، وتوظيف العلاقات الكويتية مع ‏مختلف الدول من اجل هذا الهدف، وان وجود بلاده في مجلس الامن يمكن ان يساعد في ابراز عدالة القضايا ‏العربية، معتبراً ان على العرب اعادة توحيد صفوفهم وعدم التفريط بحقوقهم، وايجاد حل لخلافاتهم في ظل ‏التطورات الخطيرة التي تواجه الدول العربية اجمع، من اجل تحسين وتقوية صورة العرب في العالم‎. 


وشدد على ان القدس عاصمة للاديان السماوية ولا يمكن ان تجرّد من تاريخها وموقعها الجامع، ولا يجدر ان ‏تكون ضمن خطط مصالح انتخابية اسرائيلية، ويجب مواجهتها بموقف موحد وهذا ما يفرض اعادة لمّ الشمل ‏العربي‎. 


وابلغ امير الكويت الرئيس عون انه سيعطي توجيهاته للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية من اجل مساعدة لبنان ‏في خطته الاقتصادية والتجاوب مع حاجاته، مشيراً الى ان الكويت ستقوم بكل ما في وسعها ولن تخذل لبنان‎. 


واتفق الامير الصباح والرئيس عون على ضرورة تفعيل العمل العربي وان تكون القمة العربية المقبلة، فرصة ‏لتوحيد المواقف واعادة التضامن. وقد لفت الرئيس عون امير الكويت الى انه طالب في قمة الاردن بعقد طاولة ‏مستديرة للبحث في كل القضايا العالقة بصراحة ووضوح والتفاهم على النقاط المختلف عليها‎.‎ 


الخلوة‎ 
وخلال الخلوة بين الرئيس عون وامير الكويت، استكمل البحث في المواضيع كافة، لاسيما ما يتصل منها بالدعم ‏الكويتي للبنان اقتصادياً، والمشاركة في المؤتمرات التي ستعقد لدعم لبنان. وتمنى الرئيس عون ان يعاود الكويتيون ‏زياراتهم للبنان، فأكد الشيخ الصباح ان محبة الكويتيين للبنان واللبنانيين كبيرة، والتواصل في ما بين الشعبين لم ‏يتوقف يوماً‎. 


وفي الشق الاقتصادي، اعاد امير الكويت التأكيد على دور الصندوق الكويتي للتنمية والذي سيعاود نشاطه في لبنان ‏وفق الحاجات المحددة‎. 
وفي نهاية الخلوة، وجّه الرئيس عون دعوة لأمير الكويت لزيارة وطنه الثاني لبنان‎.‎ 


مأدبة تكريمية‎ 
وعلى الاثر، اقام امير الكويت مأدبة غداء تكريماً للرئيس عون، حضرها كبار المسؤولين واعضاء الوفدين ‏اللبناني والكويتي وسفراء عدد من الدول المعتمدين في الكويت، استكملت خلالها الاحاديث حول مواضيع البحث ‏خلال المحادثات‎.‎ 


الوصول‎ 
وكان رئيس الجمهورية وصل المطار الاميري في الكويت الثانية عشرة ظهرا بالتوقيت المحلي (الحادية عشرة ‏بتوقيت بيروت) . وكان في استقباله على ارض المطار امير الكويت، صباح الاحمد الجابر الصباح وولي العهد ‏الكويتي نواف الاحمد الجابر الصباح، ورئيس مجلس الامة الكويتي السيد مرزوق الغانم، ورئيس مجلس الوزراء ‏الشيخ جابر المبارك الاحمد الصباح، وكبار المسؤولين الكويتيين من وزراء ومسؤولين في الديوان الاميري، ‏اضافة الى رئيس بعثة الشرف المستشار في الديوان الاميري محمد عبد الله ابو الحسن والسفير الكويتي في لبنان عبد ‏العال القناعي اضافة الى القائم بالاعمال اللبناني في الكويت ماهر الخير واركان السفارة اللبنانية‎. 


وبعدما صافح عون اعضاء الوفد الكويتي الامير صباح الاحمد الجابر الصباح اعضاء الوفد الرسمي اللبناني، قدم ‏طفلان باقتين من الزهر الى رئيس الجمهورية، قبل ان تقام مراسم الاستقبال الرسمي حيث تم عزف النشيدين ‏اللبناني والكويتي. وبعد استراحة قصيرة في صالون الشرف الاميري، انتقل وامير الكويت في سيارة واحدة الى ‏مبنى قاعة المؤتمرات في قصر بيان لعقد محادثات موسعة وخلوتين ثنائيتين تناولتا العلاقات بين البلدين وسبل ‏تعزيزها اضافة الى التطورات على الصعيدين العربي والدولي، اعقبهما مأدبة غداء يقيمها الامير الكويتي على ‏شرف رئيس الجمهورية‎. 
شارك في المحادثات عن الجانب اللبناني اعضاء الوفد الرسمي المرافق الوزراء: جبران باسيل، جمال الجراح، ‏ايمن شقير، وعناية عز الدين، والقائم بالاعمال الخير، فيما شارك عن الجانب الكويتي نائب وزير الخارجية خالد ‏الجار الله، المستشار محمد عبدالله ابو الحسن والسفير القناعي‎. 
ولاحقا استقبل الرئيس عون في مقر اقامته في قصر بعبدا مطران بغداد والكويت للروم الارثوذكس غطاس هزيم‎. 


القناعي: العلاقات اللبنانية - الكويتية في افضل حالاتها‎ 
أكد السفير الكويتي المعتمد لدى لبنان عبد العال القناعي في حديث للوفد الاعلامي المرافق لرئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون في زيارته الرسمية الى الكويت "ان الاجواء بين لبنان والكويت دائما ايجابية، كانت لازالت وستظل ‏ان شاء الله‎". 
وقال: "انها فرصة تاريخية للزعيمين الشقيقين بأن يلتقيا ويتدارسا في الامور الثنائية والامور العربية بشكل عام، ‏وكانت فرصة اكثر من رائعة والاجتماعات اتصفت بالود والتفاهم والحرص المشترك على كل ما فيه مصلحة ‏العرب والدول العربية ومحاولة اعادة اللحمة الى هذه الامة العربية‎". 
سئل: هل تتوقعون ان تكون الاجواء افضل قبل انعقاد القمة العربية في الرياض في اذار المقبل؟‎ 
اجاب: "نأمل بأن تسير العلاقات العربية - العربية من حسن الى احسن، ومن دون شك ان زيارة فخامة الرئيس ‏العماد ميشال عون الى دولة الكويت ترفد في هذا الاتجاه، وانا اعتقد بأنها كانت فرصة مناسبة واكثر من مناسبة ‏لتباحث الزعيمين العربيين في الامور التي تهم الامة العربية، واعتقد، ان شاء الله، اننا سنذهب الى قمة الرياض ‏بأمل وبروح ايجابية وبغد افضل للامة العربية‎". 
سئل: لبنان يعول على العلاقات الاخوية مع الكويت انمائيا وسياسيا ومع الدول الخليجية ماذا تقولون في هذا ‏الشأن؟‎ 
اجاب: "نحن كنا ولازلنا في الكويت الى جانب لبنان وسنظل الى جانبه، هذه كلمات سمو الامير الخالدة بأن لبنان ‏بلد شقيق وستقدم الكويت كل ما بوسعها لنهضة ولسلام ولاستقرار لبنان‎". 
سئل: كيف توفقون بين ذلك وبين علاقة لبنان المتوترة مع السعودية وعلاقتكم الجيدة معها الا يشكل ذلك احراجا ‏لكم مع السعودية؟‎ 
اجاب: نحن لم نشهد اي توتر في العلاقات اللبنانية - السعودية، وان شاء الله العلاقات اللبنانية - السعودية كانت ‏ولا زالت وستظل علاقة اخوة ومحبة وتعاون وتواصل‎". 
سئل: بعدما رافق استقالة الرئيس سعد الحريري هل ستلعبون دور الوسيط بين الدولتين؟‎ 
اجاب: "العلاقة اللبنانية - السعودية كما هي العلاقة اللبنانية - الكويتية لا تحتاج الى وسيط، هي علاقة اخوة ‏وتعاون والسعودية لم تقصر في يوم من الايام كما الكويت في دعم واستقرار وامن لبنان‎". 
سئل: هناك مواضيع طلبتم ايضاحات حولها من لبنان منها خلية العبدلي هل استمعتم الى شروحات من الوفد ‏اللبناني حول ما طلبتموه من ايضاحات؟‎ 
اجاب: "فخامة الرئيس موجود وسيادة اللواء عباس ابراهيم موجود والوفد الرسمي موجود، وابشركم بأن ‏العلاقات اللبنانية الكويتية في افضل حالاتها‎".‎

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.