17-07-2018
صحف
وبدا واضحاً ان عملية التأليف بلغت مرحلة متقدمة من التأزم بعدما اقفلت كل مسارب الحلول المنطقية للاشتراطات أو الفيتوات التي اعترضت مهمة الرئيس المكلف والتي كان من مظاهرها غياب الاجتماعات بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري من جهة، وبين الاخير والوزير باسيل من جهة مقابلة. ولعل اللافت في هذا السياق ان المعطيات الجدية المتوافرة عن مأزق التأليف اشارت الى حالات امتعاض متقابلة في كل من قصر بعبدا و"بيت الوسط" مع فارق ان الرئيس الحريري اختار الخيار المعاكس للتعبير عن تفاؤله بامكان التوصل الى تأليف الحكومة خلال اسبوع او اسبوعين كأنه يبدد المخاوف السائدة أو ينفي ضمناً الازمة الصامتة.
لكن زوار قصر بعبدا يتحدثون عن انزعاج لدى الرئيس عون من تأخر تأليف الحكومة واكثر ما يزعجه وفق زواره رمي الكرة في ملعبه وتحميله المسؤولية عن عقد أطرافها معروفون وأخرى نبتت في الساعات الاخيرة، لتضيف تعقيدات الى تعقيدات. وهذا ما بدأ يطرح لديه مخاوف من قطبة مخفية تبدأ من مكان وتنتهي في مكان آخر. ويقول الزوار انفسهم إن رئيس الجمهورية قام بكل ما يمكنه، وان العقدة ليست في بعبدا بل في أماكن أخرى، وعلى الرئيس المكلّف توسيع دائرة مشاوراته وتقديم تصوّر حكومي. أما كل ما يصدر من تسريبات عن ان رئيس الجمهورية حدّد للحريري مهلة وانه سيسحب التكليف وغيره من البالونات، فكلام غير صحيح، لا قاله ولا صدر عنه ولا حتى لمّح اليه مرة واحدة الرئيس عون، حتى وان كان يتمنى تشكيلاً سريعاً للحكومة.
في المقابل، قال الرئيس الحريري أمس في دردشة مع الصحافيين انه "متفائل وهناك تواصل مع الجميع سينتج حكومة قريباً"، مشدداً على ان "لا شيء يمنعني من لقاء رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل ". وأضاف: "نُحاول تهدئة الجميع وجوّنا إيجابي وجوّ التيار الوطني الحرّ إيجابي ايضاً والحكومة ستُولد خلال اسبوع أو اسبوعين ان شاء الله وسألتقي رئيس الجمهورية قريباً".
وأكد تمسّكه "بحكومة وفاق وطني يتمثّل فيها الجميع"، و"انا من يُشكّل الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية ولا أحد غيري، وكل من يظن عكس ذلك فهو مخطئ، وبناء عليه اقوم بالاتصالات وبنتيجتها اقابل الرئيس ميشال عون ونتشاور ونصدر التشكيلة الحكومية".
وطمأن الحريري إلى "ان موضوع تبادل الحصص في الحكومة سيحصل"، موضحاً الى "ان الأحزاب ستكون فريقاً في هذه الحكومة، ولا خلاف مع باسيل" .
وأشار الى "اننا توصلنا الاسبوع الماضي الى تهدئة الخطاب السياسي بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" وهذا الجو يؤدي الى التوصل الى نتائج ايجابية في شكل أفضل ".
وختم: "نحتاج الى بعض الوقت والجو أفضل مما كان الاسبوع الماضي".
اللجان النيابية
في غضون ذلك، يعقد مجلس النواب جلسة اليوم لانتخاب اللجان النيابية التي استمرت الاتصالات أمس حتى ساعات المساء للاتفاق على توزيع رئاساتها. ورأس رئيس المجلس نبيه بري اجتماع هيئة مكتب المجلس في عين التينة في حضور نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي والوزير مروان حمادة، والنواب ميشال موسى، سمير الجسر، آغوب بقرادونيان والامين العام للمجلس عدنان ضاهر.
وصرح الفرزلي: "كانت الاجواء ايجابية وتوافقية، وهناك اتجاه الى أن تجري الجلسة تنفيذاً لمناخ توافقي بين القوى كافة لانتاج اللجان".
وأكد التوافق على "قرابة تسعين في المئة"، على أن يستكمل النقاش قبل جلسة الهيئة العامة اليوم. وأشار الى أن الاتفاق على أن يكون النائب جورج عدوان رئيساً للجنة الادارة والعدل "مرتبط باعلان هذا التوافق في المجلس غداً (اليوم) أو اجراء انتخابات، لكن الارجح ان هناك توافقاً على هذا الشأن".
وقال الرئيس بري مساء إن "معظم الامور حُلّت في ساعات بعد الظهر حول اللّجان النيابية، حيث أن الاشكال حول لجنة الاشغال حل وسيرأسها النائب نزيه نجم ورئيس لجنة الصحة هو عاصم عراجي وبعض التعديلات طرأت وهي أن رئاسة لجنة الاتصالات ستبقى مع "حزب الله" مع تعديل في رئيسها ولجنة المال ستبقى مع النائب ابرهيم كنعان وحُسم موضوع المقرر الذي سيكون النائب نقولا نحاس".
وكرر أنه "لا جديد في موضوع الحكومة"، وأن "العقدة الامّ هي العقدة المسيحية".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار