مباشر

عاجل

راديو اينوما

هل تتدخل المحكمة العليا الأميركية لتغيير نتائج الانتخابات الرئاسية؟

12-11-2020

عالميات

None

على ما يبدو فإن الانتخابات الأميركية لن تنتهي بالبساطة المعهودة، فرغم حتمية فوز جو بايدن بهذا السباق الرئاسي بحسب مؤشرات الإعلام الأمريكي؛ إلا أن الأمر يبدو صعبا في ظل اعتراض الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب على النتائج.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي يطعن فيه أحد المرشحين الرئاسيين في العملية الانتخابية ويؤكد أنها قد خضعت للتزوير.

ففي خضم الظروف التي فرضتها جائحة كورونا، وتزايد المخاوف بشأن كيفية إجراء الانتخابات في تلك الظروف من جانب، وضغط الديموقراطيين بالبحث عن بدائل للتصويت، تمت إتاحة إمكانية التصويت عبر البريد، وهو الأمر الذي لقي اعتراضا كبيرا من قبل ترامب بحجة تم تداولها بين المحافظين لسنوات بأن التصويت عبر البريد هو فرصة للتزوير، وتعتبر امتيازا في صالح الديموقراطيين. في وقت تشهد فيه بلاد العم سام أعلى نسب التصويت في تاريخ الانتخابات؛ حيث بلغت نسب المشاركة مستويات قياسية لم تسجل منذ 120 عاما.

وأفاد مركز توقعات الانتخابات الأميركية، ويديره أستاذ العلوم السياسية في جامعة فلوريدا، أن نسبة الإقبال يتوقع أن تصل إلى مستوى 66.9%، وهو معدل يعتبر الأعلى منذ العام 1900 حينما بلغ 73.7%.

وقد أكد ترامب في وقت سابق أن الخسارة ليست خياراً متاحاً بالنسبة له وسيرفض أي انتخابات يترتب عنها خسارته مدعيا أنها مزورة وغير نزيهة، حيث صرح للصحافة أن الأمر سينتهي به المطاف في المحكمة العليا؛ ذلك بعدما زعم أنه فاز بالانتخابات الحالية.

وهل في ظل كل هذه السيناريوهات هل تتجه انتخابات الرئاسة لسنة 2020 إلى المحكمة العليا فعلا؟ دستورياً، أي سبل تقاضي تبدأ من محكمة الولاية، فمن اختصاصاتها الفصل في هذا الأمر، ومن تم يحق للمحاكم الفيدرالية التدخل بالنظر في الأمر ومدى مطابقته للدستور.

إذن فالحسم في هوية الفائز يعد أمرا معقدا في الوقت الحالي وسيحتاج وقتا أطول نظرا لعدم تقبل الرئيس المنتهية ولايته للنتائج الحالية والتي تصب في صالح منافسه الديموقراطي جو بايدن.

ويأمل الرئيس الأميركي الحالي أن تساعده عملية إعادة فرز الأصوات في إبقاء الرئيس المنتخب جو بايدن بعيدا عن البيت الأبيض، ولكن بقدر ما قد تكون عمليات إعادة الفرز، خاصة بالنسبة لمرشحي الولايات والمحليات، فإنها غيرت النتيجة 3 مرات فقط في العقدين الماضيين على هذا المستوى، فيما لم تؤثر أبدا على انتخابات الرئاسة.

في إعادة فرز الأصوات، تكرر السلطات عملية فرز الأصوات، وهي سمة شائعة نسبيا في الانتخابات الأمريكية، على الرغم من ندرتها في سباقات الانتخابات الرئاسية.

وتتعامل الولايات مع عمليات إعادة الفرز بشكل مختلف، لكن العملية تكمن في الغالب في إعادة فرز الأصوات. في جورجيا، تضع أحدث حصيلة بايدن متفوقا على ترامب بحوالي، 49.5% مقابل 49.3%، مع فرز 99% من الأصوات. قررت الولاية إعادة فرز الأصوات بالفعل.

واستخدم الناخبون الذين حضروا شخصيا نظام تصويت جديد بشاشة تعمل باللمس أنتج أوراق اقتراع ورقية تم إدخالها في جهاز مسح ضوئي وعدها. استخدم الأشخاص الذين صوتوا غيابا نفس بطاقات الاقتراع التي مرت بأجهزة مسح ضوئي مماثلة.

عندما لا تتمكن الآلات من تحديد المرشح الذي اختاره الناخب، تقوم مجموعة من مسؤولي الانتخابات من الحزبين بمراجعة بطاقة الاقتراع لتقرير ما إذا كان ينبغي عدها أم لا. إذا طلب ترامب إعادة الفرز، فإن السلطات في جورجيا ستكرر هذه العملية.

بشكل منفصل، زعمت حملة ترامب، أنها وجدت أدلة على أن أشخاص ماتوا أو رحلوا بعيدا صوتوا، وأن متطوعيها مُنعوا من التدقيق في عملية فرز الأصوات بقدر ما يريدون، بحسب تقرير لوكالة “رويترز”.

لن تعالج عمليات إعادة الفرز تلك القضايا، التي يجب معالجتها في إجراءات قانونية منفصلة. وعموما قد تستغرق عملية إعادة الفرز أسابيع، لكن بعض الولايات تحدد أيضا موعدا نهائيا لإنجازها.

تضع كل ولاية عتبة خاصة بها لوقت إجراء إعادة الفرز. في ولاية بنسلفانيا، إحدى الولايات المحورية في فوز بايدن، يلزم إعادة فرز الأصوات إذا كان الهامش بين المرشح الفائز والوصيف أقل من 0.5% من الأصوات المدلى بها في الانتخابات.

اعتبارا من الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة (17:00 بتوقيت غرينتش) يوم الثلاثاء، كان بايدن متفوقا على ترامب هناك بنحو 0.67% بنتيجة ما يقرب من 6.8 مليون صوت تم عدها. يمكن للناخبين في الدائرة الانتخابية تقديم التماسات منفصلة إلى مقاطعتهم لإعادة فرز الأصوات هناك ولا يحدد القانون حدا لوقت حدوث ذلك.

تسمح ولايات أخرى مثل جورجيا وويسكونسن للمرشح الخاسر بفرض إعادة فرز الأصوات. تسمح جورجيا للمرشحين بالسعي لإعادة الفرز إذا كان الهامش أقل من 0.5%؛ تسمح ولاية ويسكونسن بالإعادة إذا كان الفرق أقل من 1%.

اعتبارا من ظهر يوم الثلاثاء، كان بايدن متفوقا على ترامب في كلتا الولايتين، لكن العدد كان قريبا بما يكفي حتى تتمكن حملة ترامب من السعي لطلب إعادة الفرز. عادة، يقدم المرشحون هذه الطلبات بعد أن تصدق الولاية على فرز الأصوات النهائي، وهو ما لم يحدث بعد.

ونادرا ما تغير عمليات إعادة الفرز نتائج الانتخابات. فقط فعلت ذلك في الحالات التي كان الفارق فيها بضع مئات من الأصوات بين أكبر مرشحين، ولكن في حالة بايدن – ترامب، فإن الفرق في ولايات نيفادا وجورجيا كبير في عدد الأصوات التي ضمنها بايدن، في وقت ترامب يحارب من أجل كسب بضعة عشرات الأصوات التي لم يتم احتسابها، ولكنها لن تغيّر في النتيجة النهائية للولايتين.

وقد خلصت دراسة أجرتها مجموعة “التصويت العادل” غير الحزبية في العام الماضي إلى أن الولايات أجرت 31 عملية إعادة فرز على مستوى الولاية بين عامي 2000 و2019، وأن النتيجة تغيرت في ثلاثة منها فقط. حدث ذلك في سباق حاكم ولاية واشنطن في عام 2004 وفي سباق مراجع حسابات الولاية في فيرمونت عام 2006.

كما قررت إعادة فرز الأصوات نتيجة سباق مجلس الشيوخ الأمريكي في مينيسوتا عام 2008. قبل إعادة الفرز، كان السيناتور نورم كولمان متقدما بـ215 صوتا. عندما انتهى الأمر، فاز خصمه، آل فرانكن، بـ225. ولكن تأخرت الإجراءات القانونية، واستغرقت المنافسة وقتا طويلا حتى أن مقعد مجلس الشيوخ الأمريكي ظل فارغا لمدة ستة أشهر.

في ولاية ويسكونسن، حيث قالت حملة ترامب الانتخابية إنه سيسعى لإعادة فرز الأصوات هذا العام، تم إعادة فرز الأصوات الرئاسية عندما تم انتخاب ترامب في عام 2016. وطالبت مرشحة حزب الخضر جيل شتاين، التي حصدت نحو 1% من الأصوات، بإعادة فرز الأصوات، وفي النهاية أضافت العملية 131 صوتا إلى حصيلة ترامب.

في الأسبوع الماضي، حذر الحاكم الجمهوري السابق للولاية، سكوت والكر، من أن ترامب يواجه “عقبة كبيرة” في محاولته إفساد نتائج الانتخابات التي يتخلف فيها الآن عن بايدن في الولاية بأكثر من 20 ألف صوت.

كانت أشهر عملية إعادة فرز الأصوات الرئاسية في فلوريدا عام 2000، عندما كان جورج دبليو بوش متقدما بـ1784 صوتا على آل غور في ولاية من شأنها أن تحدد أي منهما سيكون رئيسا. بعد إعادة فرز الأصوات والدعاوى التي رفعت إلى المحكمة العليا الأمريكية، أعلنت فلوريدا في النهاية أن بوش فاز بأغلبية 537 صوتا.

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.