مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

مراحل تطور الفكر السياسي من أفلاطون الى ما بعد الحداثة

31-01-2021

آفــاق

الدكتورة ميرنا داوود

أستاذة جامعية وكاتبة

الاستاذة الجامعية الدكتورة ميرنا داوود تكتب لإينوما عن تطور الفكر السياسي من افلاطون حتى ما نعيشه اليوم، في سلسلة من المقالات ضمن زاوية آفاق. المقالة الاولى في هذه السلسلة مقدمة عامة تليها مقالات تتناول المراحل بمزيد من الشرح والتفصيل.

مراحل تطور الفكر السياسي من أفلاطون الى ما بعد الحداثة:

لقد مرت السياسة منذ نشاتها باربعة مراحل أساسية ألخصها على الشكل التالي:

• المرحلة الأولى:

هو نتاج الفكر الذي قدمته لنا الحضارة اليونانية والحضارة الرومانية وكذلك الحضارة الصينية القديمة. حيث تركزت النظريات في تلك المرحلة على تحديد طبيعة العلاقات بين المواطنين والدولة، وضرورة وجود قيم وأخلاقيات للحكم في المجتمعا وتسمى ىمرحلة الفكر السياسي الأخلاقي الممتد من سقراط الى افلاطون وهي مرحلة ربطت السياسة بالفضيلة ولهذا كانت أخلاقية غير قابلة للتنفيذ. وهذه مرحلة ما قبل الحداثة.

ومن أهم المفكرين السياسيين في هذه المرحلة أفلاطون ، وكانت رؤيته تقوم على الفضيلة. وأكد أفلاطون حينها على أن الدولة يجب أن يحكمها العلماء والفلاسفة نظراً لما يملكونه من معرفة ثرية تتيح لهم ممارسة الحكم دون الحاجة لوجود قوانين. ولكنه أضاف لاحقاً مجموعة أخرى من الأفكار أكد فيها أهمية القوانين وضرورتها لمساعدة الحاكم. وبالتالي كانت رؤيته للدولة بأنها خليط بين الحكم الملكي القائم على الحكمة والمعرفة، والحكم الديمقراطي القائم على الحرية. كما قدم إضافات تتعلق بالوظائف الرئيسة للدولة، وتتمثل في سد الحاجات الأساسية للأفراد، وحماية الدولة داخلياً وخارجياً، وتنظيم وإدارة شؤون الدولة.

أيضاً صنّف أفلاطون الدول إلى عدة أنوع، أبرزها: الدولة المثالية، والدولة الأوليغارشية (دولة الأقلية)، والدولة الديمقراطية، ودولة الفرد الطاغية.

لاحقاً ظهر أرسطو ، ورأى أن الدولة بدون قوانين لا يمكن أن تكون مثالية باعتبار من يحكمها بشر قابل للخطأ والصواب، وبالتالي أكد أهمية سيادة القانون.

• المرحلة الثانية:

هي مرحلة العصور الوسطى التي ساد فيها الفكر السياسي الديني، وركزت على البحث في العلاقة بين الدين والدولة، وكيفية تنظيمها.

• المرحلة الثالثة:

هي مرحلة عصر النهضة في أوروبا التي شهدت ظهور الدول القومية.

تركز الفكر السياسي في هذه المرحلة على كيفية البحث في الشكل الأفضل والأنسب للحكم، واهتم المفكرين بتحديد القيم والحريات العامة التي يجب أن تسود في كل مجتمع، ومن أبرزها قيم الحرية والديمقراطية. ومن أهم المفكرين في هذه المرحلة المفكر الفرنسي جان جاك روسو الذي رأى أن الدولة تعد نتاجاً لعقد اجتماعي افتراضي بين مكوناتها. والمفكر الإيطالي ميكافيللي الذي كان من أشد المدافعين عن مبدأ فصل السياسة عن الكنيسة، وهي مرحلة السياسة الواقعية التي غُلّب فيها الواقع على الأفكار وهي (مرحلة الحداثة ) وتعرف الميكيافيلية على أنها فصل الذات عن الموضوع مؤسسة بذلك علم السياسة ، وللاسف العرب كل ما اخذوه من ميكيافيلي هو شعار الغاية تبرر الوسيلة دون فهم للبعد الأعمق وراء المقولة.

• المرحلة الرابعة:

هي المرحلة الممتدة من مطلع القرن العشرين وحتى يومنا المعاصر، وما ميزها ظهور الثورة العلمية والتكنولوجيا والاتصالات في العالم بالشكل الذي نعرفه اليوم .

في هذه المرحلة ظهرت المذاهب السياسية الكبرى المعاصرة وأبرزها المذهب الرأسمالي الليبرالي والمذهب الاشتراكي. ومن أهم مفكري هذه المرحلة كارل ماركس ولينين.

وخلال هذه الفترة ساهم الفكر السياسي المتعاقب على إيجاد تصورات ورؤى متنوعة لكافة المجتمعات حتى وصلنا الى مرحلة ما بعد الحداثة. والحقيقة أن الأنظمة السياسية لم تكن في يوم من الأيام جامدة، بل هي قابلة للتبدل باستمرار في ظل وجود توافق عام بين مكونات كل مجتمع تدفعه دائماً نحو التطور والتغيير.(د.ميرنا داود).

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما