للشهر الثامن على التوالي تراوح أزمة تشكيل الحكومة مكانها من دون أن تجد حلا لعقدها المتناسلة التي باتت تهدد بزوال لبنان عن الخارطة العالمية، وما ذلك الا من أجل تحقيق مصالح شخصية والحصول على حقيبة وزارية اضافية من التركيبة الوزارية التي لا تزال محكومة بنهج المحاصصة الذي تسبب بالكارثة في البلاد  . 

وفي حين لم يرشح عن مساعي الحل التي يقوم بها كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اي مؤشر أيجابي حتى الساعة من شأنه التبشير بالولادة الحكومية، لا بل العكس، مضى الطرفان المعنيان بالتأليف "العوني والمستقبلي" في ممارسة الضغط والتهويل على بعضهما ووصل بهما الامر الى حد التلويح بالاستقالة من المجلس النيابي، وهو مطلب القوات اللبنانية التي تعتبر استقالة النواب من المجلس مدخل الحل باعتبارها تفرض انتخابات نيابية مبكرة. الا ان اوساطا مراقبة تستبعد أقدام اي من الكتل النيابية على خيار الاستقالة في هذه المرحلة خصوصا وان المناخ المحلى والخارجي غير مؤات لها وهو لصالح الثوار وقوى التغيير بعدما تأكد عجز المسؤولين والقيادات الراهنة عن تشكيل حكومة توقف التدهورالخطر الذي تتدحرج اليه البلاد .   

في هذا السياق، تستبعد مصادر القوات اللبنانية أقدام نواب الحزب وكتلة "الجمهورية القوية" على الاستقالة راهنا لان احدا من الكتل الاخرى  لم يجارها في موقفها هذا الرامي الى تغيير النهج القابض على السلطة . علما ان لكل من  التيار الوطني الحر والمستقبل والقوات اهدافه من الاستقالة يستحيل الجمع بينها .  

عضو كتلة الجمهورية القوية النائب جورج عقيص يقول لـ"المركزية "أن الاستقالة من السلطة التشريعية تهدف الى احداث التغيير في ظل انسداد افق التشكيل الحكومي بالكامل وان الامر لا يحتاج الى التلويح أنما الى جدية وقرار وهو ما ننتظره من الاخرين أنطلاقا من نظرتنا الايجابية للموقف من جهة ووجوب العودة الى الناس التي تطالبنا بالاستقالة من المجلس من جهة ثانية بغية انتاج سلطة جديدة تنهض بالاوضاع مما الت اليه من صعوبة وخطورة . 

عضو كتلة المستقبل النيابية الوزير السابق سمير الجسر قال بدوره لـ"المركزية "لا قرار للكتلة في الموضوع بعد  وجل ما في الامر كان هناك حديث خلص الى أن لا مشكلة لدى "المستقبل" في هذا الاطاراذا كانت هناك جدية في العودة الى الناس التي اوكلتنا تمثيلها في الندوة البرلمانية. علينا احترام ارادة الناس خصوصا اذا كانت الاستقالة ستحمل حلا للمشكلة القائمة والمتجسدة في عملية تشكيل الحكومة .