الجو الإيجابي في الملف الحكومي بدأ يتبدّل والنوايا بدأت تتكشّف. فلا حكومة حتى الساعة كما زعّم المسؤولون ولا دخان أبيض في الأفق بل على العكس. إنّ ما يتصاعد اليوم هو دخان أسود ينتشر بين اللبنانيين ويغرقهم بالمزيد من الأزمات المستعرة. 

بدا واضحاً نسبة بث الأجواء الإيجابية خلال الأيام الماضية والتي أوحت لوهلةٍ بالتشكيل، غير أن التعطيل المتمادي لا يزال سيد الموقف، فكل ما تُحَل عقدة نكون أمام عقدة أخرى وكلّما نطل على أسبوع جديد، يوهمنا المسؤولون بأننا أمام أسبوع حاسم ومفصلّي. 

الملف الحكومي أمام حائط مسدود، خصوصاً بعد اشتعال حرب البيانات بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئاسة الجمهورية، في حين اعتبر ميقاتي أنّ البعض مصرّ على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي إعلامي في محاولة واضحة لابعاد تهمة التعطيل عنه. 

غير أنّه ما لبث إلاّ أن جاءه الرد من قبل رئاسة الجمهورية بالقول: "لعدم إلصاق تهمة التعطيل بالرئاسة ولا بالرئيس للتعمية على أهداف خاصة مضللة". 

إن حرب البيانات هذه تعيد الحكومة إلى محور السجالات كما وأنها تُعيد خلط الأوراق الحكومية، وتذكرنا بخلاف عون-الحريري والذي دفع بالاخير إلى الاعتذار. فهل سيتكرر سيناريو رئيس الحكومة الأسبق مع ميقاتي؟

لم يعد خافياً أن ملف تشكيل الحكومة بات "مرضاً مستعصياً" وعلاجه صعب جداً، وأنّ كل ما سُرِب في الأيام الماضية عن إمكانية ولادة الحكومة كان مجرّد أحلام .

السوداوية والتشاؤم هما الطاغيان وهذا ما عبّر عنه الاعلامي سالم زهران في وقت سابق أمس الجمعة خلال حديث تلفزيوني لافتاً إلى أنه "اذا لم تولد الحكومة بين ايلول وتشرين ذاهبون الى افغانستان بدون طيارات ولن يكون هناك عام دراسي ومحروقات وقطاع استشفائي وذاهبون الى تحلل الدولة وانا متشائم"، مضيفاً: "الصورة سوداء ولا مواعيد زيارات على اجندة اللواء عباس ابراهيم لا لقصر بعبدا ولا للرئيس المكلف نجيب ميقاتي".

كلام زهران الأخير يدل على أن اللقاء الـ14 المرتقب بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي "طار حتى اشعارٍ اخر".

اللبنانيون يرزحون تحت وطئة الأزمة الاقتصادية والحكومية اللعينة، وحكامنا يتراشقون الاتّهامات ويتنازعون على الحصص فيما البلد "يغرق".