إنه اليوم الثاني على ولادة الحكومة... أخيراً، أبصرت الحكومة النور بعد مخاضٍ عسير دام لسنة وشهر. العقبات ذُللت وأجواء إيجابية مفرطة كانت مسيطرة أمس الجمعة خلال إطلالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من بعبدا حاملاً تشكيلة حكومية حُلَّت كل عقدها، ولم يستغرق الوقت طويلاً حتى تصاعد الدخان الأبيض من القصر الجمهوري ووقّع عون وميقاتي مراسيم تشكيل الحكومة بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وينهي تشكيل الحكومة الجديدة حالة من الشلل والفراغ السياسي استمرت عدة أشهر.

توازياً، لاقى الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة ترحيباً دولياً، ومن المفترض أن تنطلق الحكومة المولودة في مهمتها الاثنين. 

المهمة صعبة وشاقة، والهاجس الأول الذي يواجهها هو موضوع رفع الدعم. 

هذا ورحب التيار الوطني الحر أيضاً بتشكيل الحكومة الجديدة معتبراً أنها أسقطت بولادتها كل الافتراءات والممارسات والأكاذيب التي استهدفت على مدى سنة كاملة تعطيل المؤسسات لضرب العهد وكسر التوازنات والأعراف والأصول وضرب الدستور بمحاولة الإعتداء على صلاحيات رئيس الجمهورية واختلاق سيناريوهات وافتعال الأزمات والمبررات لمنع تشكيل الحكومة".

في السياق عينه، علّق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على ولادة الحكومة العتيدة قائلاً : "على الأرجح فإن ميقاتي لن يكون قادراً على احداث التغيير المطلوب والشروع في المسار الانقاذي بوجود المجموعة الحاكمة إياها. 

وأضاف: "الحكومة ليست إلاّ حبة "بانادول" قد تسكّن الألم موضعياً".

إقتصادياً، عقب إعلان تشكيل الحكومة ودولار السوق السوداء يتأرجح ما بين الانخفاض والارتفاع ولا شيء معلوماً حتى الان عن إمكانية تثبيته. 

ليس هناك أدنى شك أن أمام الحكومة تحديات داخلية وإقليمية كبيرة، ولا يسعنا اليوم ومن بعد كل هذه الأزمات التي تضرب لبنان وتزيد من معاناته إلاً الانتظار والترقب لما ستقوم به هذه الحكومة الجديدة وانتظار تلاوة بيانها.