مباشر

عاجل

راديو اينوما

المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد يُكرَّم سعودياً

24-05-2022

مقالات مختارة

|

اللواء

دوري شمعون

دوري شمعون

الكاتب: القاضي الشيخ خلدون عرميط 
 
ثلاثا وثلاثين عاما مضت على استشهاد المفتي المظلوم الشيخ حسن خالد وما زال جرح وطنه نازفا؛ والشعب اللبناني قبائل وعشائر وجماعات متعددة الولاءات؛ وصراعات المنطقة ومشاريع خصومها المتناحرة؛ تفتك بجسد الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وما زالت المربعات الأمنية منتشرة، ومشاريع الدويلات المذهبية والطائفية المدعومة من الخارج بحجة تحرير القدس وما حولها هي المتحكمة بمفاصل المناطق والتجمعات الهائمة والمسيّرة غرائزيا؛ وما زالت أعلام الطوائف والأحزاب والحركات والتيارات تتقدم على علم الوطن اللبناني وسيادته وحريته؛ وحتى على عروبته العاقلة.
 
دمك أيها المفتي الشهيد بعد ثلاثة وثلاثين عاما، ودماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه من الشهداء، والشهداء الأحياء بعد سبعة عشر عاما، ما زال جاريا ومتدفّقا على أرض لبنان ليروي عروبته، ويحصّن وحدته، وينعش حريته؛ وما زال الدم اللبناني والجرح الوطني يترقرق دموعا حزينة في عيون أطفال لبنان وشبابه وشاباته، الذين حرموا من مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم؛ ولا زال الجرح بائنا وظاهرا على شفاه أفواه الفقراء والمحتاجين وأطفال الشوارع في المدن والتجمعات، والعاطلين عن العمل وما أكثرهم، الذين يبحثون عن مورد رزق، وعن الماء والكلأ والكهرباء والمحروقات، وعلى بقايا الطعام في أزقة الشوارع، وعلى مراكب الموت الهاربة الى ما وراء البحار، للوصول ببعض من تبقّى منهم الى بلاد الاغتراب؛ والهجرة من وطن الأرز الخالد، الذي حوّله حزب الله وحليفيهما ميشال عون وجبران باسيل الى وطن جهنمي لا يبقي ولا يذر من شدّة الغلاء والضياع والاحباط والتعصب والعنصرية والاستعلاء وفائض القوة لدى البعض؛ والعداء المفرط لكل بلد عربي شقيق أو لكل دولة صديقة ووفيّة.
ثلاثة وثلاثين عاما؛ وما زال المفتي الشهيد حاضرا في عقول وقلوب اللبنانيين وخاصة المسلمين منهم، في كل أزمة أو استحقاق وطني، أو مرحلة من مراحل عذاباتهم؛ وهو الحاضر معهم بمواقفه الشجاعة، وطهره ونظافة كفّه، وزهده بمتاع الدنيا، وتواضعه، وحلمه وعلمه، وبوطنيته الصادقة، وعروبته الأصيلة وإيمانه الكبير، وحبّه للبنان وعيشه المشترك.
وما زالت مستمرة أصداء زياراته ومؤتمراته ولقاءاته مع الملوك والرؤساء والأمراء لإنقاذ لبنان بوحدته، تتردد في أروقة عواصم القرار العربي في الرياض والقاهرة ودمشق وبغداد وأبوظبي والكويت والجزائر؛ لتولد بعد مخاض عسير (وثيقة اتفاق الطائف) التي أنهت الحروب العبثية في لبنان برعاية كريمة ومباشرة من المملكة العربية السعودية وقيادتها ملكا وولي عهد وحكومة وشعبا؛ ومعها الأشقاء العرب، والأصدقاء، ليحيا لبنان مجدّدا بالاحتضان والدعم العربي الشقيق.
أيها المفتي الشهيد في ذكرى استشهادك، ها هي المملكة العربية السعودية، مملكة العرب ودولة المسلمين، كعهدك وعهدنا بها تتعالى عن إساءات الصغار من بني قومنا، فتكرّم ذكرى استشهادك في مقر بعثتها بمبادرة كريمة من سفير خادم الحرمين الشريفين الأخ والصديق وليد البخاري، وتحتضن مملكة الخير والوفاء مجدّدا قضية لبنان وشعبه، كما تحتضن كل قضايا العرب والمسلمين.
المفتي الشهيد (شهيد الرسالة) عنوان التكريم الذي أراده سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان، بحضور إسلامي ووطني جامع، ليكون تكريم المفتي الشهيد في ذكرى الاستشهاد، تكريم للبنان الدوله والوطن الحر المستقل بكل أطيافه؛ وهو رسالة إخوّة وحياة من المملكة العربية السعودية وقيادتها الى لبنان، بدلا من رسائل الموت والدمار والدموع والدماء التي يحملها المشروع الإيراني وأذرعه في شرقنا العربي بحجة مقارعة المشروع الصهيوني المعادي على أرض فلسطين وما حولها.
شكرا للمملكة العربية السعودية وقيادتها، وشكرا لسفير خادم الحرمين الشريفين، الذي كرّم المسلمين واللبنانيين جميعا بتكريمه لذكرى استشهاد المفتي المظلوم الشيخ حسن خالد، شهيد الرسالة، رسالة وطن يبحث عن ذاته، بين المشاريع المتصارعة على أرضنا اللبنانية والعربية.
services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.