مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

المخدرات مقابل الغذاء: السجون تواجه المجاعة

22-07-2022

مقالات مختارة

|

الأخبار

لينا فخر الدين

لينا فخر الدين

الانفجار في السجون اللبنانية آتٍ لا محالة إذا استمرّت الأوضاع على ما هي عليه. المسؤولون يتوقّعون أن الساعة الصفر لانفجار القنبلة الموقوتة قريبة، ولو أنهم لا يعرفون الطريقة التي سيعتمدها السجناء للتمرّد على واقعهم. مأساة السجن قديمة، وزادتها سوءاً الأزمة الاقتصادية المستفحلة وتداعياتها على يوميات السجناء داخل الغرف وعلى المحاكم والقضاة. السجون تواجه المجاعة وتختزن كل عوامل الانفجار.

 

الموت «بين البابين»: الحاكم بلا الحكيم!
لا تُقدّم الدولة، فعلياً، إلى سجنائها اليوم سوى المأوى بالمجان. يعيش هؤلاء، تقريباً، على نفقة أهاليهم، باستثناء من يُتاجرون بالمخدرات داخل السجن ويدّخرون أموالاً يرسلونها إلى عائلاتهم. وكما بقية المواد الأساسيّة، فإنّ تأمين الدواء يقع أيضاً على عاتق الأهالي، علماً بأن هناك أكثر من 800 سجين في رومية فقط يعانون أمراضاً مزمنة (القلب، السكري، الضغط، التهاب الكبد، الأعصاب...). كما خارج السجن كذلك داخله، باتت الأدوية أيضاً مفقودة في صيدليات السجون (المراكز الصحيّة). موقوفون كثر تعرّضوا لمضاعفات صحية لتناولهم أدوية رديفة لا تتناسب ووضعهم الصحي، وبعض المرضى تعرّضوا لنوبات قلبية أدت إلى وفاتهم. بعض الأهالي يؤمّنون أدوية لأبنائهم، فيما كثيرون متروكون للقدر لعدم قدرة عائلاتهم حتى على زيارتهم. وفيما يشكو سجناء مرضى في سجن زحلة من عدم السماح لهم بإدخال الأدوية، يؤكد بعض الأهالي، ممن تحدثت إليهم «الأخبار»، أن عدداً من الجمعيات تتولّى تزويد السجون بالأدوية، «لكن الكميات لا تصل كاملة وتتعرّض للسرقة من العناصر الأمنية». يروي سجين في رومية أنّ مرضى داء الشقيقة والأسنان والعظم مثلاً يعانون الأمرّين، «وقد اعتدنا سماع أنينهم لأن الأدوية التي اعتاد هؤلاء تناولها لم تعد موجودة، الـ Panadol وAdol وSurgam لا وجود لها بتاتاً. والقيّمون على الصيدلية يعطوننا حبوباً لا نعرف أسماءها ولا تُسكّن الآلام». ويؤكد أن هذا ما دفع البعض إلى تعاطي الحبوب المخدّرة التي يتم شراؤها من داخل السجن لتسكين آلامهم، وخصوصاً أنّ الأطباء المناوبين صاروا قلّة. «كان طبيب الأسنان، مثلاً، يُناوب مرةً أسبوعياً، أما هذه الأيام فيأتي مرة شهرياً. البعض ينتظر دوره بلا جدوى، والطبيب يؤكد أن الكثير من المواد الطبية غير موجودة، فيما الموجود منها سيئ». أما من يحتاجون إلى عمليات جراحية مستعجلة، فقد غسلت الدولة أيديها منهم. من يُنقل إلى المستشفى في حالة طارئة تطلب إدارة المستشفى من أهله الدفع بـ«الفريش دولار»، وإلّا تقوم بردّه إلى زنزانته للموت فيها. يقول سجين يعاني من انسدادٍ في الشرايين الدمويّة إنه ينتظر «المحسنين» وأن تأتي «الشحادة» بنتيجة، وإلا فإن مصيره سيكون مثل مصير زميله «أبو نعيم» الذي توفي في السجن قبل تأمين المبلغ المطلوب لإجراء عمليته الجراحيّة! الإهمال الطبي أدى إلى ارتفاع نسبة الوفاة داخل السجون. نحو 15 سجيناً توفّوا منذ شباط الماضي. يتناقل السجناء رواياتٍ عن «الموت بين بابين»، بين الباب الخارجي والداخلي لسجن رومية. إذ إن زملاءهم الذين يتعرّضون لأزماتٍ قلبيّة ينتظرون لساعات لنقلهم إلى الصيدلية، ثم للاستحصال على إذنٍ لإخراجهم بعد الاتصال بالمستشفى، ثم لوصول سيارة الإسعاف. «هنا مات أكثر من 10 سجناء»، يقول أحدهم، مشيراً إلى وعود لم تتحقق من إدارة السجن بتأمين ماكينة أوكسجين وإنعاش قلب وتجهيز غرفة إسعافات أولية لمرضى القلب، «ولكن من دون أن نراها. ما نراه هو حالات الموت المتكرّرة بالطريقة نفسها وللأسباب نفسها». يروي أحدهم كيف توفي سجين مصري قبل أشهر: «صار لونه أزرق، ورأينا الرغوة تخرج من فمه. صرنا ندقّ على الأبواب ونصرخ طالبين إغاثته. لم يخرج الرجل من رومية على متن سيارة الإسعاف التي وصلت متأخرة، بل مات بيننا».

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما