مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

صناعات التفاح...نموذج من ابداع اللبناني لابقاء الانسان بارضه

24-11-2022

محليات

الريف اللبناني اليوم امام مشهدين متناقضين: 1- التسليم بالامر الواقع وتحمل تبعات التردي الاقتصادي والاجتماعي وتعاظم النزوح والهجرة. -او رفض هذا الامر الواقع بتعزيز التصنيع الغذائي لزيادة فرص العمل وتثبيت الانسان بارضه. وتشكل زراعة التفاح ابرز الامثلة المعبرة حيث يرزح المزارع (ومعه عشرات آلاف العائلات والاعمال المرتبطة به بشكل مباشر او غير مباشر) تحت رحمة التجار والظروف والمعطيات كيف اذا لم تأت لصالحه؟ ولعل موسم العام الجاري خير مثال على ذلك فالانتاج هو الافضل منذ سنوات طويلة لكن مبيعه كان الاسوأ وقد حلت بالمزارعين خسائر لا تعوض. وتبرز في هذا الاطار مبادرات تشجيع التصنيع الغذائي مع انها في الاكثرية الساحقة من الحالات فردية بلا اي دعم لا من الدولة ولا من البلديات او الجمعيات او من الهيئات الفاعلة على مختلف المستويات. ويتوقف المتابعون عند سلسلة معطيات مهمة من هذا القبيل ابرزها: -نجاح مبادرات اقدمت عليها هيئات او جمعيات. -المبادرة الفردية للبنانيين واللبنانيات خلاقة في مجال المونة والمطبخ والصناعات الغذائية. -الاقبال لافت على هذه الصناعات في لبنان والخارج. -ريادة المطبخ اللبناني عربيا وعالميا واضحة المعالم. وفي ظل الازمة الخانقة التي يمر بها لبنان وانسداد افق التمويل والافلاس على مختلف الصعد وارتفاع معدل البطالة بشكل مخيف وتعاظم الهجرة وتهاوي القطاعات الواحد تلو الآخر

يؤكد المتابعون ل”اينوما" ان الاشهر الاخيرة اثبتت سلسلة حقائق لا يمكن تغاضيها وابرزها:

-الصناعات الغذائية حققت نموا هائلا في صادراتها اذ ارتفعت من 600 مليون دولار عام 2019 الى حوالى مليار دولار مع نهاية العام الجاري.

-التحول النوعي في السياحة اللبنانية يزيد من اهمية الانتاج المحلي.

-التحول ناحية الاقتصاد المنتج يعزز التوجه ناحية الانتاج المحلي والتفاضلي على اساس الاعمال الصغيرة.

وفي زراعة التفاح مثلا اظهر اللبنانيون ابداعا في صناعات الخل والعصير والحلويات والكعك والمربيات حتى الدبس...والحبل على الجرار.

واذا كان التجار يقبلون على شراء التفاح بنوعيه الجيد او المتوسط تمهيدا لتبريده او بيعه في الاسواق المحلية او الخارجية.

واذا كان المزارع يخضع لحسابات التجار او لطبيعة الظروف ويدفع الثمن في الاكثرية الساحقة من المواسم.

فان البدائل الافضل له متوافرة وهي تكمن اولا واخيرا في التصنيع الغذائي...ونقطة على السطر.

المهندسة الزراعية زمرد الفخري ابنة مدينة بشري مثال حي على الواقع الذي يعانيه مزارعو التفاح وما يمكنهم القيام به لتحدي القدر وتحسين ظروفهم والاهم تثبيت وجودهم والمضي قدما في البقاء بارضهم.

زمرد لمست لمس اليد معاناة مزارعي التفاح في تصريف انتاجهم عاما تلو الآخر وليس من معين في منطقتها وفي سائر القرى والبلدات الجبلية اللبنانية.

فما العمل؟وما هي الخيارات المتاحة؟

تجيب : يضطر ابناء الجبال اما الى تقبل الخسائر اما الى التحول الى اعمال اخرى وهجرة الريف اما الى البحث عن المستقبل خارج لبنان...اما الى تحدي الواقع وابتكار ما يبقينا في ارضنا ويحافظ على زراعاتنا.

كيف يحصل ذلك؟

تؤكد زمرد ل"اينوما" انها حسمت خيارها بالبقاء في بشري فانشأت بداية مشتلا للازهار ثم انبرت مع شقيقها وعدد من السيدات على تقديم انواع جديدة من كعك التفاح اسمته "CHOGHLI"...كل ذلك بمبادرة فردية وبامكانات "اللحم الحي" اذا جاز التعبير وفي منزلها.

اما الاصناف المصنعة من كعك التفاح فهي:

BOULE DE POMME -

-كعك امي.

-قرقش.

(وهذه الاصناف خالية من الحليب والبيض والزبدة).

PAIN DE PONMMME وهي مثل قمر الدين من المشمش.

وهناك 3 انواع من الخل ابرزها اثنان مع الزعتر والزنجبيل.

وحسب خبرتها المتراكمة تؤكد زمرد انه يمكن الوصول الى عشرات انواع الصناعات من التفاح...مضيفة: لكل سيدة مخيلتها مثلا صنع قوالب الحلوى وسواها.

برأيها ان الطحين المصنع من التفاح يمكن حفظه فترة زمنية غير قصيرة وهو يتيح تصنيع الكثير من الاصناف والحلويات في المنازل والمطاعم والباتيسري.

ما اهمية هذا النوع من التصنيع؟

تقول زمرد ان تعزيز هذا التصنيع يصرف التفاح غير الجيد او المضروب او الذي يسقط ارضا ويرفع اسعار مبيع المواسم ويخلق فرص عمل كثيرة في المنازل

ويشجع على انشاء المعامل وتأسيس التعاونيات...بالتالي يبقي الناس في ارضهم ويؤمن لهم مداخيل مهمة ويؤدي الى نشوء قطاع اقتصادي مهم جدا لان صناعاته ستباع في الاسواق المحلية والخارجية على حد سواء وستكون جزءا من الحركة السياحية.

ومن الايجابيات التي تسجلها زمرد على هذا الصعيد ادخال العمولات الصعبة الى لبنان والتخفيف من الاستيراد وتخفيض العجز في الميزان التجاري والمساهمة في الانتقال من الاقتصاد الاستهلاكي الى الاقتصاد المنتج...مشددة على اهمية ان يأتي تشجيع الناس على التصنيع المحلي من تحت الى فوق اي من الاسفل الى الاعلى...بعبارة اخرى من المجتمع المحلي ثم يتسع نطاقه لينتهي عند كبار المسؤولين...متسائلة: في المناسبات المحلية هل يجب ان يوزع الاناناس؟وما الذي يمنع من استبداله بعصير التفاح مثلا؟

وتختم زمرد داعية كل سيدة الى الابتكار والتصنيع في منزلها وعندها ستكتشف ما يمكن ان تجيده بنفسها

1

1

2

2
ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما