مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

الترحّم على رئيس الجمهورية بات قاب قوسين أو أدنى

16-02-2023

محليات

|

الجمهورية

جديد الملف الرئاسي أنّ اوراقه، بحسب ما قالت مصادر مسؤولة متابعة لتطورات الملف الرئاسي لـ"الجمهورية": لم تعد فقط على ما كانت مبعثرة بين التناقضات السياسية، بل مزّقتها ارادة التعطيل بالكامل، وإعادة لحمها من جديد صارت مستحيلة.

وقطعت المصادر الأمل في أن ينحرف المعطلون عن هذا المسار الذي خطف الرئاسة وألقى بها في غياهب المجهول. وقالت: منذ بداية الشغور في رئاسة الجمهورية، وضعنا في حسباننا احتمال ان ينتخب رئيس للجمهورية ضمن فترة لا تتجاوز الشهرين، وعملنا في هذا الاتجاه، وواكَبنا الخارج بدعوات متتالية لانتخاب رئيس الجمهورية، فاصطدمنا باستعصاء داخلي، تَجاهَل، لا بل تعالى على دعوات الخارج، وفَشّل كل مسعى داخلي الى رئيس توافقي. كل هذا المسار أوصلنا الى قناعة باتت راسخة بأنّ ثمة ارادة خبيثة لدى البعض بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، وخَلْقِ أمر واقع مُفتت على كل المستويات. ولأن لا قدرة لأحد على حسم الملف الرئاسي وحده، ولأن الطريق الى التوافق والتفاهم باتت مقطوعة نهائيا، ولأن اولوية البعض هي تغليب منطق التحدّي والصدام، فهذا يدفعنا الى الجزم بأننا دخلنا في الوقت القاتل، حيث اننا بتنا قاب قوسين أو أدنى من أن نترحّم ليس على رئيس للجمهورية، بل على كل الجمهورية.

بدورها، ابلغت مصادر معنية مباشرة بحركة الاتصالات المرتبطة بالملف الرئاسي الى "الجمهورية" قولها "انّ اي مسعى داخلي محكوم بالفشل المسبق، وتبعاً لذلك فإنّ حركة الاتصالات متوقفة بالكامل، وليس في الافق ما يؤشر الى انطلاق اي مبادرة جدية في المدى المنظور".

ولفتت المصادر الى انّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي كان حتى الامس القريب رافضاً التسليم للتشاؤم ومُصرّاً على التمسك بشيء من التفاؤل حول امكان حلقة التعقيدات في اي لحظة، استنفد كل محاولاته لخلق توافق رئاسي، الى حد انه لم تعد ثمة جدوى من اي محاولة مصطدمة سلفاً بمنطق التعطيل والتحدي والشروط التي لا يمكن ان تنتج رئيساً.

واذا كان ثنائي حركة "أمل" و"حزب الله" قد حسم موقفه لناحية تبني ترشيح الوزير سليمان فرنجية، وهو عاكف على بذل جهود حثيثة تجاه المكونات النيابية لتأمين اكثرية الانتخاب لفرنجية، فإنّ هذا الامر، كما تقول المصادر عينها، تقابله على الضفة المسيحية عدم قدرة على اختيار مرشح جدي، وكذلك على توفير اكثرية الانتخاب لأي مرشّح من هذا الجانب. ومن هنا، فإنّ ما يسود على هذه الضفة لا يعدو اكثر من تغطية هذا العجز بالهروب الى الامام والتمترس خلف الشروط والمعايير.

ولفتت المصادر الى انّ البعض قد يفترض انّ موقف الثنائي يشكل العقدة المانعة لانتخاب رئيس الجمهورية، ولكن ان دققنا ملياً في المشهد الرئاسي، ستتبدّى حقيقة لا لبس فيها تفيد ان العقدة الاساس في الملف الرئاسي تكمن في البيت المسيحي المعني مباشرة بالملف الرئاسي، حيث انه يعاني انقساما حادا، ورفضا قاطعا للاجتماع حول مرشّح معيّن، فلا "القوات اللبنانية في وارد ان تنزل عن شجرة اشتراطاتها، برغم انها تدرك عدم قدرتها على فرض منطقها، وتوحيد قوى المعارضة حول مرشح سيادي من صلبها، وتسويق ميشال معوّض الذي لم يكن في هذه التجربة اكثر من مرشح بدل عن ضائع. ولا التيار الوطني الحر قابِل لأن يتنازل عن معاييره الرئاسية التي لا تنطبق سوى على مرشح برتقالي الشكل والمضمون اسمه جبران باسيل، ولا البطريرك بشارة الراعي استطاع ان يجمع بين الخصمين اللدودين او يقرّبهما من ادراك المخاطر الكبرى التي ينذر بها استمرار الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، ليس فقط على موقع الرئاسة الأولى بل على دور المسيحيين وحضورهم في لبنان.

تبعاً لذلك، تؤكد المصادر انّ استحالة تقريب التناقضات المسيحية من بعضها البعض، وكذلك استحالة بلوغ توافق على المستوى الوطني على انتخاب رئيس، يعنيان انّ الفراغ في رئاسة الجمهورية بات مفتوحا بالحد الادنى على اشهر طويلة، مفتوحة بدورها على شتى الاحتمالات السلبية، ومَن يراقب نبض الشارع مع تفاقم ازمة الدولار وارتفاع الاسعار الى مستويات جنونية، لا يصعب عليه إدراك انّ الشارع بات قنبلة موقوتة توشِك على الانفجار، وإسقاط لبنان في فوضى قاتلة وفلتان شامل لا حدود له.

ولفت المصدر الى ان التقارير الواردة من لبنان لا تبعث على الاطمئنان، ولا تؤشر الى نية ايجابية لملاقاة حرص أصدقاء لبنان على هذا البلد وعودة التوازن السياسي اليه عبر انتخاب رئيس للجمهورية، بل نلمس مزيداً من الاصرار لدى المكونات على انتهاج مسارات تعمّق أزمة لبنان اكثر، وتمنع المجلس النيابي من اختيار رئيس الجمهورية.

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما