مباشر

عاجل

راديو اينوما

ما أسباب ابتعاد كلٍ من واشنطن وطهران عن ملف لبنان ظاهرياً؟

08-09-2023

مقالات مختارة

|

صوت بيروت إنترناشونال

ثريا شاهين

ثريا شاهين

تلاحظ مصادر ديبلوماسية عربية بارزة، ان كلاً من الولايات المتحدة وإيران اتبعتا أسلوب الابتعاد عن ملف الرئاسة اللبنانية. الأولى بالقول انها لا تؤيد مرشحاً محدداً وأن على اللبنانيين اختيار رئيسهم. والثانية تقول ان الرئاسة شأن لبناني، وفوضت الى حليفها “حزب الله” التعبير عن وجهة نظره والتمسك بها.

إيران حتى الآن لم تبدِ أية مرونة في ملاقاة المبادرة الفرنسية، لا بل ان حليفها يريد أن يفرض مرشحه على المبادرة الفرنسة التي لم تحقق أي تقدم، في انتظار الجولة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيڤ لودريان على الأفرقاء في أيلول الجاري.

 

وتفيد المصادر، أن الدوافع الأميركية للابتعاد مختلفة تماماً عن الدوافع الإيرانية التي هي ابتعاد في الشكل وليس في المضمون.

الدوافع الأميركية تعود لأسباب متصلة باليأس من الطبقة السياسية ومن الافرقاء الذين لا يقومون بشيء لتغيير الواقع، الى أن أصبح لبنان لا يتمتع بأولوية في اهتمامات الإدارة. اهتماماتها في مكان آخر لا سيما إبان الدخول الى انتخابات رئاسية أميركية، وأولويات الحرب الاوكرانية، والصين.

وبالتالي تدعو الادارة الى حل داخلي لبناني يحمي لبنان وسيادته وإلا لا نتيجة ولا وصول الى أي مكان. والمسؤولية بالنسبة اليها تقع أولاً وأخيراً على الشعب اللبناني الذي يدفع الثمن عملياً، وليس الشعب الأميركي. لذلك قالت الإدارة الاميركية كلمتها في أكثر من مناسبة، وما على الأفرقاء اللبنانيين سوى فعل شيء لإنقاذ بلدهم.

أما الدوافع الايرانية للابتعاد في الشكل، تتجلى في تحكم “حزب الله” باللعبة الداخلية وهذا يتمثل بالضغط لإبقاء لبنان ورقة “تخنقها” إيران ولا تريد التخلي عنها أو حتى القبول بتسويات حولها كأن تعطي في مكان وتأخذ في مكان آخر. وبالنسبة اليها ليس شعبها هو من يسقط نتيجة الانهيار الاقتصادي والمالي والمؤسساتي في الدولة. حتى شعبها يعاني الأمرين ولم تكترث للواقع الاقتصادي لديها والأولوية لنفوذها في المنطقة، وللقنبلة النووية.

وتقول المصادر، ان الفرنسيين لا يريدون ارتهان لبنان لأية تسويات او انتظاره ذلك لأن الأمر قد يستغرق وقتاً. وتشير الى أن التفاوض الأميركي- الإيراني حول النووي سينعكس حتماً على الملف اللبناني، اذا قرر الافرقاء اللبنانيون انتظار ذلك. والنتيجة ستكون، اما مزيد من السلطة الإيرانية على لبنان، أو تعزيز الولايات المتحدة دورها فيه، لا سيما في اختيار رئيس للجمهورية مع البرنامج الإنقاذي بالتفاهم مع صندوق النقد الدولي، او تعرض لبنان لتقاسم النفوذين الأميركي والإيراني معاً.

حالياً، هناك تحضيرات متبادلة لعودة التفاوض بين الطرفين والموضوع جدي بحسب المصادر، ولكن إطلاق الاسرى من جانب ايران مرتبط باستكمال رفع التجميد واستعمال الأموال. فضلاً عن ذلك، هناك ترقب أميركي للملفات التي ستبحث خلال زيارة الرئيس الإيراني ابرهيم رئيسي المقبلة الى المملكة العربية السعودية، ومسار الأمور في المنطقة في ضوء هذه الزيارة.

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.