مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

صفقة القرن، عنوان التوترات في الشرق الاوسط

20-12-2023

مقالات مختارة

|

اينوما

جوزيف بو هيا

كاتب ومحلل سياسي


الشرق الأوسط ملتهب بالتوتّرات والصراعات. تنكشف اليوم شيئاً فشيئاً معالم صفقة القرن بوضوح، كاشفةً الأهداف الأمريكيّة-الإسرائيليّة من وراء الأحداث. السؤال المشروع اليوم هو هل كانت تعرف حركة حماس ما بدأته في المنطقة؟ إذا كانت كذلك، فهي خائنة للفلسطينيين وإذا لم تكن تعلم فهي مجرَّد عميل غبيّ يتبع أجندة إيران.

 

المدنيّون في غزّة اليوم متروكون لمصيرٍ مجهول، فلا يمكن لأيّ قوّةٍ في العالم أن توقف آلة القتل الإسرائيليّة. حماس الإخوانيّة يوماً بعد يوم تزيد من حملتها الإعلانيّة تحريضًا على الدول العربية لتوجّه الأنظار بعيداً عن خسارتها للأرض وتُركّز على بعض الهجمات المحدودة التي لا تؤثّر على مجرى المعركة. بعكس التوقعات، إسرائيل جاهزة للخسائر في صفوفها، وكلّما زادت هذه الخسائر زاد عنف ضرباتها.

إسرائيل جزءٌ لا يتجزّء من الأراضي الأمريكيّة، وهي خطّ الدفاع الأوّل المتقدّم للولايات المتحدة بعيداً عن أراضيها بوجه أيّ تهديد مستقبليّ لها. إذا خسرت إسرائيل، فمعنى ذلك خسارة أمريكا وكسر هيبتها، ولا يمكن لذلك أن يحصل على الأقلّ في المدى المنظور. لهؤلاء الذين يُهلِّلون اليوم للخسائر الاقتصادية لإسرائيل، هل يعلمون أن هذه الخسائر ستعوِّضها لها أمريكا عند نهاية الحرب؟ ولكن من سيعوِّض على الفلسطينيين؟

حرب غزّة كانت مفتاح الشرق الأوسط الجديد. إعادة ترتيب المنطقة وتهجير أهالي القطاع وقتلهم يمكن أن يكون مُقدّمة لحلم إسرائيل ببناء قناة بن غوريون. هذه القناة التي تحاول أن تنفذّها إسرائيل لا يمكن أن تُوجَد إلا بزوال غزّة بأفضل السيناريوهات أو تطويعها عبر نزع السلاح ودخول قوّة حفظ أمن تحمي استثمارات إسرائيل ومدخولها. تحاول أمريكا الابتعاد عن توسّع الحرب في المنطقة ولكن إذا إضطر الأمر المدفع حاضر لفرض مصالحها كما دائماً. الحشد الدوليّ للقطع البحريّة بوجه الحوثيين هو مقدّمة لهجوم أمريكي على اليمن ترتفع مؤشّراته يوماً بعد يوم. ما يدفع للتفكير بهذا الاحتمال هو عدم دخول المملكة العربية السعودية والإمارات بهذا التحالف، تمامًا كما لم يدخلوا التحالف لغزو العراق وإذا عدنا للتاريخ كيف كان سلوك أمريكا بعد هجوم بيرل هاربور وبعد أحداث سبتمبر نفهم معنى هذا الحشد اليوم.

ما قامت به حماس هو فتح باب الشرق الأوسط الجديد واستكمالٌ لصفقة القرن. يبدو أن نظريّة وِحدة الساحات التي تحاول إيران تنفيذها بِحَذر إستخدمتها أمريكا لمصلحتها لترتيب المنطقة وثمن تدفعه إيران مقابل البرنامج النووي مع إبقاء نفوذٍ ضعيف لها منحصر بمناطق الامتداد الشيعي. من حزب الله وتنفيذ ١٧٠١ مقابل خروج إسرائيل من شبعا والغجر، إلى نزع سلاح غزّة وتهجير الشعب الفلسطيني، وصولًا إلى القضاء على الحوثي بحجّة تأمين حركة المِلاحة الدوليّة التي تؤثر على التجارة بين الشرق والغرب.

المتابع لسياسة أمريكا الخارجية يعرف أن أيّ إدارة تأتي ولأيّ حزب إنتمت تلتزم الأهداف العريضة خدمةً للدولة العميقة بغضّ النظر عن الطريقة للوصول لهذه الأهداف وتلتزم أمن ومصلحة إسرائيل.

لم يرَ العالم العربي من الفكر الإخواني إلّا الدمار، فهم يحتمون دائماً وراء الدول الغربية ويحرّضون على الدول العربية ويلعبون دور الغيّورين على الدين كغطاء لتَواطُئهم. لطالما كان الإخوان وفِكرُهم حصان طروادة الغرب وإيران داخل الدول العربية.

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما