محليات
كلام الوزير باسيل جاء خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده بعد محادثات أجراها مع وزير خارجية البرازيل الويزيو نونيس في وزارة الخارجية.
وقال باسيل: "التقيت اليوم وزير خارجية البرازيل، هذا البلد الذي يعيش فيه اكثر من 7 ملايين متحدر من اصل لبناني وبحثنا في شؤونهم، وكذلك في العلاقات الثنائية بين البلدين لما للبرازيل من اهمية في اميركا الجنوبية، من خلال دورها الفاعل في المؤسسات الدولية. وشكرناها على مواقفها الداعمة للبنان في المحافل الدولية ومشاركتها في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان ("اليونيفيل")".
وأضاف: "وبحثنا في العلاقات الاقتصادية بين البلدين وخصوصا أن البرازيل تشكل سوقا كبيرة في اميركا الجنوبية، ولبنان كان قد وقع مع دول "المركوسور" التي تشكل البرازيل الجزء الاساسي منها، اتفاق تفاهم للتبادل التجاري الحر بين لبنان وهذه الدول. ما يسمح بإصلاح الخلل التجاري الكبير بين لبنان والبرازيل، وتسمح للبضائع اللبنانية بالدخول الى السوق البرازيلية من دون رسوم جمركية مرتفعة. وقد وعدني الوزير نونيس بالعمل مع دول "المركوسور" للدفع في اتجاه توقيع لبنان الاتفاق التنفيذي، ما يشكل انجازا اقتصاديا مهما للبنان ولهذه الدول لما لها من مصلحة في ادخال البضائع الى لبنان ومنه الى دول المنطقة".
وتابع: "تطرقنا الى مشاركة البرازيل في المؤتمرات الدولية الثلاثة التي ستعقد من اجل لبنان، وهي مؤتمر روما 2 من اجل دعم الجيش، ومؤتمر "سيدر" في باريس لدعم الاقتصاد اللبناني، ومؤتمر بروكسيل الذي سيبحث في شؤون النازحين. وشرحت للوزير نونيس التبعات الخطيرة للنزوح السوري ليس فقط على لبنان بل على دول قريبة مثل أوروبا ومنها الى باقي الدول، وكذلك الارهاب وصعود التطرف والافكار اليمينية المتطرفة في دول ديموقراطية، واثر فرض الاندماج والتوطين على الدول المضيفة للنازحين ما يؤدي الى تغييرات سياسية دراماتيكية كبيرة على الصعيد الدولي، والبرازيل التي تعتبر بلد استقبال لا يمكنها ان تتخطى حدودا معينة من الاستقبال، وخصوصا عندما شرحت للوزير مدى تأثير وجود مئتي نازح في الكيلومتر المربع الواحد في بلد كالبرازيل الذي تبلغ مساحته 8 ملايين ونصف مليون كيلومتر مربع، وهذا التأثير لن يكون فقط على البرازيل بل يزلزل كل دول اميركا الجنوبية. بالطبع، طلبنا من الوزير البرازيلي مساندة لبنان في تغيير المفاهيم التي تحاول اتباعها مجموعة من الدول للفرض على دول صغيرة مثل لبنان اندماج النازحين داخل مجتمعاتهم وبلدانهم".
وقال: "تداولنا تعزيز الاستثمارات المتبادلة بين البلدين وخصوصا ان الجالية اللبنانية الكبيرة في البرازيل تسمح بتشجيع البرازيليين على المجيء الى لبنان والاستثمار فيه والانطلاق منه الى سوريا للمشاركة في عملية اعادة الاعمار التي نأمل ان تحصل وتنطلق قريبا".
أضاف: "في ملف الحرب السورية، اتفقنا ان الحل السياسي هو الأفضل، وتطور الامور يجب ان يأخذنا في اتجاه انتخابات حرة يقرر فيها الشعب السوري وحده طبيعة نظامه ويختار حكامه. لبنان عانى ما يكفيه جراء هذا الموضوع، ولا حل سوى بعودة النازحين والقضاء الكامل على الارهاب في سوريا ولبنان وكل دول المنطقة".
وختم: "شرحت للوزير الزميل، الممارسات الاسرائيلية القائمة على القوة والخروج عن الشرعية الدولية و كسرالقرارات الدولية، هذه الممارسات تؤدي الى المزيد من التوتر والى الغاء فكرة قيام الدولة الفلسطينية وفكرة السلام بين الدول، ما دامت اسرائيل تعتمد القوة فقط. وآخر ممارساتها كان التعاطي مع قضية القدس وما تمثله هذه المدينة للديانات السماوية الثلاث، ما يترك اثرا كبيرا على فكرة التعايش وقبول الآخر في المنطقة. هذا هو النموذج الذي ترفضه اسرائيل من خلال اقامة دولة آحادية تقوم على فكرة الإرهاب الدولي، وتشجعه في العالم، في وقت يسعى لبنان الى السلام والحوار والى اعتناق المبادئ والقوانين الدولية والانضواء تحت الشرعية الدولية. هذا هو النموذج اللبناني القائم على السلام والحوار، فيما النموذج الاسرائيلي قائم على العنف والقوة والخروج عن الشرعية الدولية، وقد طالبنا بمساندة لبنان لتعميم نموذجه".
نونيس
بدوره وصف الوزير نونيس اللقاء مع الوزير باسيل ب"الودي نظرا الى العلاقات الاقتصادية والسياسية التي تربط بين البلدين والتي ترتكز على الاغتراب اللبناني الموجود في البرازيل. وبحثنا في اتفاق المركوسور مع لبنان والذي يضم، الى البرازيل، دولا من اميركا اللاتينية، وأكدت أن بلادي ستشارك في المؤتمرات الدولية الثلاثة لدعم لبنان في روما وباريس وبروكسيل.
كذلك بحثنا في موضوع النازحين، ولبنان ليس مسؤولا عن هذا النزوح، وعلى الدول ان تتقاسم هذه المسؤولية معه. وتطرقنا الى التحضيرات للتوقيع مستقبلا اتفاق الدفاع القائم أساسا والذي يحتاج الى أطر قانونية لتثبيته أكثر".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار