مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

حرب مُبطَّنة على الإعتدال العربي

21-12-2023

مقالات مختارة

|

اينوما

جوزيف بو هيا

كاتب ومحلل سياسي

 

أسفرت الثورات العربية التي بدأت في عام ٢٠١١ من تونس، مصر، ليبيا، سوريا، وصولاً إلى اليمن، عن تَفتُّت الدول اجتماعيًا، سياسيًا، واقتصاديًا، مع دخول فكر الإخوان المسلمين إلى الحكم في بعضها وتزايد ظاهرة التشيُّع ومحاولة تغيير الديموغرافيا في البعض الآخر. ترافق ذلك مع دعم من الغرب وإيران وإسرائيل لهذه الأنظمة الجديدة بإسم الديمقراطية. لِنُركِّز على الدول المحيطة بغزّة لفهم طفرة الفكر الإخواني مجدداً اليوم، حيث يظهر كُرهُهم للأنظمة العربيّة المعتدلة وجهودهم لتقليب الشعوب على أنظمتها. للمفارقة، الداعم الأول للإخوان كان باراك أوباما خلال الثورات ويُستَكمَل المُخطّط اليوم بيد نائب الرئيس يومها والرئيس الحالي لأمريكا جو بايدن.

لمحة من التاريخ لنرى ما كانت نتيجة ثورات الربيع العربي في الدول المحيطة بإسرائيل.
- حُكم الإخوان في مصر، أولى هذه النتائج تحسُّن العلاقة مع إسرائيل حيث توجّه الرئيس محمد مرسي برسالة لشيمون بيريس واصفاً إيّاه بالصديق الوفي. أما على الصعيد الإقتصادي فكانت كارثة حيث تمَّ تعويم الجنيه بعد ثباته لسنوات على أيام الرئيس حسني مبارك فبإختصار جاعت الناس. إستعملوا الدين للقضاء على مؤسّسات الدولة وأَخوَنة الدولة كان شعارهم. حتى أتى السيسي بثورة شعبيّة لم ترضَ عنها أمريكا وهاجمها الرئيس أوباما في أكثر من مناسبة معتبراً أن الرئيس الشرعي يبقى مرسي.
- أما الثورة في اليمن، كانت بغض طرفٍ أمريكي عن مجريات الأمور لتدخل إيران عبر ذراعها العسكرية "الحوثيون" وتتوسع في البلد وتُهلك البلاد والعباد. فأخذوا اليمن عكس التاريخ ودأبوا على نشر الفكر الصفويّ في البلاد. أما إقتصاديّاً فجاعت الناس وغرقت العملة الوطنية لأدنى مستوياتها. لم تدعم أمريكا الرئيس الشرعي للبلاد عبد ربّه منصور هادي الذي إضطرّ لمغادرة البلاد وإنتقل الى السعودية، ومن خلف الكواليس سمحت للحوثيّ بالتمدّد والتسلّح حتى إنقلب على الحكم في ظلّ تساهل أمريكي مع أفعال ذراع إيران بالبلاد. من حمى الحوثي ومنع سقوط الحديدة خلال عملية عاصفة الحزم؟ أمريكا.
- في سوريا، بعد الثورة إستنجد الأسد بإيران وأذرعها في المنطقة لإنقاذ حكمه من غضب الناس. وثمن ذلك راح آلاف الضحايا وملايين النازحين بحُجّة محاربة التطرّف الديني. يحكم الأسد اليوم صُوَريّاً في قصره ولكنّ الأرض بيد روسيا، إيران، أمريكا وتركيا. تحاول إيران تغيير الديمغرافيا في البلاد ولا توافق على عودة المسلمين السُنّة الذين إرتُكِبت بحقِّهم الفظائع عبر حزب الله وجماعات شيعيّة أخرى، فأين هم الغيّورين على الدين؟

لا بُدّ من هذه الجردة السريعة للتاريخ لنصل الى ما يحدث في غزة عبر حماس الإخوانيّة، يستعملون الناس دروعاً بشريّة بحُجّة قضيّة فلسطين والقدس. يختبؤون في قصورهم ويُحرّضون الناس الفقراء بإسم الدين. يُحرّضون الشعوب العربية لينصروا أهل غزّة وهم من أتوا بالبلاء عليهم. يُحرّضون الشعوب العربية على حكوماتهم ليزعزعوا إستقرار هذه الدول ويعرقلوا تطوّرها ولهذا تستعرّ الحملة الإعلامية ضد مصر، الأردن، الإمارات والمملكة العربية السعودية. يريدون دمار هذه الأنظمة لتحكم إيران المنطقة عبر أذرعها وبرعاية أمريكية-إسرائيلية. فكر الإخوان فكر دمار وتخلّف و الدول المذكورة دول تثبت يوماً بعد يوم أنها دول عقلانية تهتمّ لمصالح شعوبها وعيشهم الكريم بعيداً عن  فكر الإنتصارات الخياليّة المتحكّم بالإخوان ومحور الممانعة. هذه الدول التي تعمل جديّاً لنُصرة المدنيين في غزّة، بعيداً عن الحسابات السياسيّة الضيّقة. يحاول المحور مدعوماً من الغرب تشويه عملها وتقييد مبادراتها الأُمميّة التي تُحاول من خلالها  إخراج الفلسطينيين من الجحيم الذي رمتهم فيه حماس. بدأوا حرباً عبثية بدون أُفق لإفشال محاولات السعودية حشر إسرائيل بإتفاق سلام يضمن حقوق الفلسطينيين وهذا ليس لمصلحة المتاجرين بالناس والدين. سيبقى المحور يخلق الحروب العَبثيّة في الدول العربية المعتدلة المتبقيّة بهدف تقسيمها وإضعافها ليحكم التطرُّف والتَشيُّع في مقابل إضعاف الإسلام السُنّي المعتدل في المنطقة.

نُعيد وفي الإعادة إفادة: الإخوان حصان طروادة الغرب، إسرائيل وإيران داخل الدول العربية.

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما