مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

الديمقراطية وحكم المستبد العادل

10-11-2022

آفــاق

الدكتورة ميرنا داوود

أستاذة جامعية وكاتبة

يقول أفلاطون : " الديمقراطية أسوأ أنظمة الحكم " والديمقراطية سَخافة " بحسب نيتشه ..!! لأنه عندما يتساوى العالِم مع الجاهل في الرأي وإتخاذ القرار ، فاعلم أن هذا نتاج الديموقراطية ....!!! إلباس الديموقراطية - كنظام حُكم - جُبّة الدين قد يؤدي في نهاية المطاف إلى قتل الديموقراطية والتفرد بالقرار فنصبح أمام عقيدة ، والعقيدة لا تُناقش .....!!!!

 الديمقراطية أسوأُ أنظمة الحكم على الإطلاق ..!!
 هذه مقولة الفيلسوف اليونانى الشهير «أفلاطون» الذى يعدُّ أول مَنْ صنَّف أنواع الحكومات، وأول من وضع كتاباً مستقلاً فى السياسة  بعنوان: الجمهورية، وكان أفلاطون يرى أن الحكومات تتقلَّب بين عدة أشكالٍ ونُظُم، فمن «الديمقراطية» التى هي حكم الشعب لنفسه بنفسه، إلى «الديماغوجية» التى هى سيطرة العامة والدَّهْماء على الأمور السياسية العامة، إلى «الاوليغارشية»، حيث تلتقي مصالح السياسيين وأصحاب رؤوس الأموال فى المجتمع، فيجتمعون لسلب خيرات الدولة ومصِّ دماء الناس..

وأسوأ تلك الأشكال، كلها، عند أفلاطون: النظام الديمقراطى، لأنه النظام الذى أصدر فى أثينا القديمة حُكماً بإعدام «سقراط» أستاذ أفلاطون، الذى كان متهماً بثلاث تهم غبية هي:
إفساد عقول الشباب (بدعوتهم إلى التفكير) وعدم  الاعتقاد بآلهة المدينة (مع أن كاهنة معبد دلفى قالت: سقراط أكثر الناس حكمةً) والتعاون مع أعداء البلاد (مع أن سقراط كان يجاهد فى الحرب دفاعاً عن بلاده).
وكان من الممكن لسقراط أن ينجو من حكم الإعدام، لو كان قد تملَّق المجلس «الديمقراطي» الذى يحاكمه، لكنه لم يفعل ذلك، بل استثارهم ضده، بقوله إنه لن يكفَّ عن دعوة الشباب للتفكير الحر، وإن الفيلسوف لا يخاف من الموت، لأن النفس الإنسانية خالدة.
وبالإضافة إلى هذا السبب (الشخصي) لرفض أفلاطون للديمقراطية، فإن هناك أسباباً أخرى «موضوعية» منها أن النظام الديمقراطى هو المضاد المباشر للنظام السياسى الذى كان أفلاطون يدعو إليه (بالأحرى: يحلم به) وهو حكم المستبد العادل الذى كان يسمِّيه «الحاكم الفيلسوف» ويسمِّى مدينته أو دولته المثالية «الجمهورية الفاضلة» و اعتقادي بأن من أهم الأسباب «الموضوعية» لرفض أفلاطون للديمقراطية، أنها كانت فى زمانه (ديمقراطية مباشرة) بمعنى أن مجموعات من الشعب تحكم تباعاً، بشكل دورى، حتى ينال الجميع حقه فى الحكم .
وقد كان من سخريات القدر، أن المجلس الديمقراطي الذى حكم على سقراط بالموت، كان معظمه من بسطاء الناس ومن الجهلة والعوام.
(د.ميرنا داود، باحثة أكاديمية في فلسفة السياسة )

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما