مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

السياسي المحتال

25-03-2023

آفــاق

اينوما - كتبت الدكتورة ميرنا داوود

متلازمة السياسي المحتال Impostor Syndrome :  تستطيع خداع بعض الناس بعض الوقت وليس كل الوقت: تفاقم "الاحتيال السياسي" في سياق استراتيجيا التدمير،:  

أيّها " السياسي " راقب عيونك عند الكذب!!  من ماكيافيللي إلى نيتشه كان الاشتغال على تاريخ الكذب والاحتيال، وكان التّأكيد على العلاقة التي تربط الحقل السياسي بالكذب.بلوغ الإحتيال السياسي أعلى درجاته في عصرنا يحوّل كثيرا من السياسيين وأذرعتهم من الإعلاميين، الكاذبين بدورهم، إلى " كاريكارات " عصريّة:

كاذبو مابعد الحداثة، والكذب لديهم لم يعد إخفاء للحقيقة كما كان يفعل سياسيو العصور الغابرة، بل صار الكذب اليوم تدميرا للحقيقة وإتلافا للمعنى وتعطيبا للعقل ومنعا للتّفكير. فقد تدخّلت التّقنية وخاصّة الصّورة ( الصّور المفبركة والكاذبة وصور الدّعاية ) بسلطانها الطّاغي لصناعة " الحقيقة " الملفّقة التي تحلّ محلّ الحقيقة أو ما نؤمن أنّه حقيقة، وصار الإنسان، بفعل التّقنيات الحديثة والطّرق الإعلامي وعمليات التّزييف والتّزوير التي يضطلع بها " خبراء الإحتيال "، ذلك الكائن الذي يهوى الأشياء كما يتوهّمها لا كما هي في الواقع. بل قد ينكرها إن رآها كما هي ويحاربها بشدّة. لقد صدّق الكذب إلى درجة أنّه لم يعد قادرا على رؤية الحقيقة فتكون الصّدمة حين تتجلّى.

ألا يعيش البعض الصّدمة هذه الأيّام من فرط تصديقهم الكذبة؟  وهذا يقودنا إلى التّدليس والافتراء اللّذين يفوقان الخديعة سوءاُ ولا سيما الإحتيال الذّي " يقصد به إلحاق الأذى بالآخرين أو تضليلهم وذلك بمجرّد دفعهم إلى الاعتقاد في أشياء يعرف المحتال أنّها خاطئة ".

أليس هذا ما حدث ويحدث هنا؟  ما حدث لم يكن بالأمر الهيّن. كان هناك كمّ هائل من الأكاذيب التي وجّهت ل " نقض الواقع والأرشيفات الأصلية " وبناء  واقع " مزوّر في المخيال الجماعي رفع جدرانه سياسيو الكذب وخبراء الكذب وإعلاميو الكذب بوجوههم الكالحة.  لكنّ الجديد اليوم أنّ ثقبا ما قد حدث في جدار البناء الكاذب مع حياد القاضي واستقلاليته قد يهدّد بتداعيه. وستزداد ثقوب البناء مع موضوعيّة المؤرّخ وصدق المحلّل وشجاعة المحامي ونزاهة الكاتب وجرأة المثقف الحقيقي. الشّرخ قائم والتصدّع قادم وقد ينهار البناء على صانعيه. سيزدادون كذبا بازياد اضطرابهم وسيسعون إلى سدّ المنفذ وإلى " تغيير الحاضر وفق اهوائهم " كما يفعل كلّ المخادعون ولكن عليهم بعد أن انكشف جزء من الألاعيب أن يراقبوا جيّدا عيونهم عند الكذب..  أيّها السياسي.. أيّها الإعلامي.. راقب جيّدا وجهك عند الكذب  أطرف ما قرأت: بعض الدّراسات العلميّة تقرّ أنّ عيون الإنسان تتغير فعلا عندما يكذب نتيجة الانفعال، فيندفع دمه إلى أنسجة عيونه وهي من الأعراض التي تظهر على الإنسان الذي يكذب مثل تصبّب العرق والصّوت الأجش والحاد أحيانا ( هذا يذكّرني ببعض إعلاميينا على البلاتوات ) وجفاف اللعاب وغيرها..  الأمر لم يعد هزلا..  راقبوا أنفسكم جيّدا..وانظروا إلى المرآة بعد كلّ كلمة تتفوّهون بها. 

.(د.ميرنا داود) 

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما