مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

شغب في شوارع بروكسل.. حادثة معزولة أم غضب مغربي من "الإقصاء"؟

29-11-2022

عالميات

|

الحرة

أعادت أحداث الشغب التي عرفتها أحياء وشوارع بالعاصمة البلجيكية بروكسل، في أعقاب المباراة التي جمعت المنتخبين المغربي والبلجيكي ضمن منافسات كأس العالم بقطر، نقاش اندماج الجالية المغربية في المجتمعات الأوروبية.

 

وشهدت بروكسل أعمال عنف، الأحد، بعد أن هاجم أشخاص أملاكا عامة وعناصر أمن إثر فوز منتخب المغرب على نظيره البلجيكي بهدفين لصفر في منافسات مونديال كرة القدم في قطر، وفق ما أفادت الشرطة البلجيكية.

وأوردت الشرطة في بيان، أنه حتى ما قبل نهاية المباراة "سعى عشرات الأشخاص بعضهم يرتدي أغطية رأس، إلى مواجهة الشرطة" في وسط المدينة "الأمر الذي أخل بالأمن العام"، بحسب فرانس برس.

وأضافت أنه جرى استخدام مفرقعات وإلقاء مقذوفات، فيما تسلح البعض بعصي وأضرم آخرون حريقا في الطريق العام وخرّبوا إشارة مرور.


وفي الوقت الذي لم تكشف فيه بعد السلطات البلجيكية عن نتائج تحقيقاتها، ربطت مجموعة من التقارير أحداث العنف هذه بعناصر محسوبة على مشجعي المنتخب المغربي، وسلطت الضوء على خلفياتها وصلاتها بـ"العلاقات المتوترة" التي تجمع فئات من الجالية المغربية بالبلد الذي تعيش فيه، ونقاش نجاعة سياسات الإدماج التي تتبناها البلدان الأوروبية.

وتعد الجالية المغربية أكبر جالية من أصول غير أوروبية مقيمة في بلجيكا، ويتصدر المغاربة قائمة الجاليات الأجنبية الحاصلين على الجنسية البلجيكية، بنسبة تصل إلى 24 في المائة، بحسب أرقام المركز الفيدرالي للهجرة في بلجيكا.

"تنفيس وانتقام"
المحامي والمستشار القانوني في قضايا الهجرة بأوروبا، سالم باسم، يلفت في تصريح لموقع الحرة، إلى تكرار مثل هذه الحوادث خلال الآونة الأخيرة، وذلك في مناسبات متفرقة سواء خلال الاحتفالات الرياضية أو المظاهرات ذات الطبيعة السياسية أو الاجتماعية، في دول أوروبية مختلفة وليس فقط ببروكسل.

ويبرز المتحدث ذاته إلى أن الكثير من الأشخاص من الجنسيات المغاربية والعربية، يرون في مثل هذه التجمعات التي تعرف "انفلاتات أمنية"، الفرصة لـ"التنفيس والانتقام" من سلطات البلدان الأوروبية، بسبب "القهر والمشاكل الاجتماعية التي يعيشونها".

وتعقيبا على أحداث بروكسل، يشير باسم إلى أنه بغض النظر عن أصول المتسببين في هذه الأفعال، فإنهم يبقون حاملين للجنسية البلجيكية وولدوا وترعرعوا في المجتمعات الأوروبية، بالتالي تطرح أسئلة عن الدوافع التي تولد مشاعر الغضب هذه لديهم تجاه كل ما هو بلجيكي، وسر توتر علاقاتهم ببلدان المنشأ وصلاتهم القوية ببلدانهم الأصلية التي غادرتها أسرهم منذ عقود.

ويوعز باسم هذه التصرفات، جزئيا، إلى أنها رد فعل على "بعض الممارسات العنصرية والإقصائية التي تواجه اندماجهم الكلي في المجتمعات الأوروبية".


"أحداث معزولة"
في المقابل، يرفض رئيس المعهد الأوروبي للحوار والتعايش السلمي، فريد الصمدي، ربط الشغب بموضوع الإقصاء أو مشاكل الاندماج، مشيرا إلى أن هذه أحداث "معزولة"، جاءت في لحظة حماس كروي بسبب "سوء التربية أو قلة الوعي"،بحسب قوله.

ويشدد الصمدي أنه لم يثبت بعد أن المتورطين الرئيسيين فيها، مغاربة.

ويقول الصمدي في تصريح لموقع قناة "الحرة"، إن مغاربة بلجيكا مندمجون بشكل إيجابي وفعال في المجتمع، بل ووصلوا إلى مناصب ودرجات علمية عليا، والدليل على ذلك وجود وزراء وبرلمانيين ورؤساء أحزاب من أصول مغربية، بالإضافة إلى آلاف الأطباء والمهندسين والتقنيين في كل القطاعات.

ويتابع المتحدث: "من تجربتي الشخصية، حيث ولدت ودرست وعملت ببلجيكا، أرى أنه لا يوجد أي إقصاء بناء على أصولك"، مؤكدا أن مشاكل الاندماج في المجتمع البلجيكي، تتعلق فقط بـ"مدى إرادة الفرد ورغبته".

وبخصوص واقع الأوضاع الاجتماعية لأفراد الجالية المغربية وتركزهم في أحياء فقيرة، يقول إن لا علاقة مباشرة بكون من يعانون منهم من صعوبات اقتصادية أو اجتماعية بأصولهم كمغاربة، مشيرا إلى أنه إن في كل أنحاء العالم نجد أناسا في مناطق وأحياء فقيرة، ويوضح: "هذا ليس له علاقة بكونهم مغاربة أم لا، بل هناك أيضا أشخاصا بلجيكيين اسمهم ألبير وجاك وجان، يعيشون في نفس الأحياء ويواجهون نفس الصعوبات".

ويشدد المتحدث ذاته على أن السلطات البلجيكية، "توفر كل فرص الترقي الاجتماعي والاقتصادي أمام المواطنين والمقيمين، على حد سواء وليس هناك إقصاء ضد أي طرف".

"شغب واحتفالات"
من جانبه، يبرز الصحافي المغربي ببروكسيل، وائل معنينو، أن الأحداث التي أعقبت المباراة تبقى "معزولة"، لكنها أيضا، لها دوافع أعمق، والتي ربطها، بصعوبات اندماج ومشاكل تعاني منها فئة من المغاربة ببلجيكا.

وتكشف مؤشرات الاندماج في سوق العمل عن معاناة فئات واسعة من المهاجرين المغاربة ببلجيكا، فبحسب دراسة لمعهد الدراسات الأوروبية سنة 2020، تقدر نسبة المغاربة العاطلين عن العمل المتواجدين ببلجيكا بـ 32 بالمئة.

ووفق أرقام قدمها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، خلال السنة ذاتها،  بلغت نسبة المغاربة الذين يمتلكون عملا، وعبروا عن تعرضهم لتمييز عنصري لأسباب دينية، 62.8 بالمئة.

ويضيف الصحافي المغربي، في تصريح لموقع الحرة، أن "فئات من الجالية المغربية، بقيت منغلقة على نفسها داخل أحياء خاصة وبقيت بعيدة أو مُبعدة عن الاحتكاك بالثقافة والمجتمع الأوروبي البلجيكي، مما أدى إلى تراجع حظوظ اندماجها والفرص المتاحة أمامها سواء في العمل أو الدراسة أو بالمجالات الاقتصادية.

ويلفت معنينو إلى أن هذه الوضعية، أدت إلى تولد "غضب وإحباط" بين أفراد من هذه الأوساط، تجاه السلطات وتجاه بلجيكا عموما، وتبحث عن فرص التعبير عنه، وهو ما حدث الأحد بالعاصمة الأوروبية.

غير أن الصحافي المغربي، يورد بالمقابل أن هناك فئات أخرى واسعة من المغاربة مندمجة بشكل مثالي في المجتمع وتتوفر أمامها كل الفرص، مشيرا أنه خرج إلى شوارع بروكسل، بعد المباراة ورأى أحداث الشغب في أحياء بالمدينة، كما حضر بالجانب الآخر، احتفالات مسالمة عمتها فرحة الانتصار وأجواء الرقص والغناء.

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما